"كرة السلة للجميع".. دعوة إنسانية لمقاومة التمييز ضد اللاعبات المحجبات في فرنسا
"كرة السلة للجميع".. دعوة إنسانية لمقاومة التمييز ضد اللاعبات المحجبات في فرنسا
دعت هيلين، لاعبة كرة السلة والمدافعة عن حقوق المرأة في الرياضة، المجتمع الرياضي الفرنسي إلى مواجهة قرار الاتحاد الفرنسي لكرة السلة الذي يمنع ارتداء الرموز الدينية والسياسية، مؤكدة أن هذا القرار يقوّض حرية اللاعبات المسلمات ويعمّق التمييز ضدهن.
وجاءت هذه الدعوة خلال فعاليات حركة “كرة السلة للجميع” التي أسستها هيلين عام 2023 بالتعاون مع مجموعة من اللاعبات والمدربين، بعد منعها من المشاركة في مباريات رسمية بسبب ارتدائها غطاء رأس رياضي، حيث وصفته بالقرار “الإقصاء المقنّع باسم الحياد”، بحسب ما ذكرت “فرانس 24”، الاثنين.
وقالت هيلين، 24 عامًا، إن منعها من اللعب لم يكن بسبب إصابة أو عقوبة تأديبية، بل نتيجة القرار الإداري للحكم: “لم يكن للقرار أي أساس قانوني أو منطقي، إنه يعكس مناخًا عامًّا من الوصم ضد المجتمع المسلم، وخصوصاً النساء المحجبات. لقد أصبحت الرياضة مرآة لتمييز يغذّيه الخوف من الإسلام بدلاً من أن تكون مساحة للحرية”.
وأضافت أن الحظر تسبب في سلسلة من الإهانات والإقصاءات سواء في البطولات الرسمية أو التدريبات، مؤثرة في الصحة النفسية والجسدية للعديد من اللاعبات، حيث “طُرد بعضهن من التدريبات، ومنعت مدربات من العمل بسبب غطاء الرأس، ما دفع كثيرات إلى التوقف عن ممارسة الرياضة تمامًا”.
المقاومة المنظمة
استجابت هيلين لهذا الظلم بتأسيس حركة “كرة السلة للجميع” بالتعاون مع منظمة العفو الدولية وتحالف الحقوق في الرياضة، بهدف دعم اللاعبات المستبعدات وخلق فضاءات رياضية آمنة وشاملة.
ونظمت الحركة حتى الآن بطولات مفتوحة شاركت فيها نحو 200 لاعبة من خلفيات متعددة.
وأكد تيموثي غوتييرو المدرب المشارك في تأسيس الحركة، أن قرارات الاتحاد الفرنسي دفعت الفريق إلى اتخاذ موقف تضامني قوي، قائلاً: “أردنا أن نقول إن الفريق وحدة واحدة، وأن إقصاء لاعبة واحدة يعني أن الفريق كله خاسر، ولو أن كل الفرق تصرفت بهذه الروح، لكان الضغط أقوى بكثير”.
الرياضة ملك للجميع
شدد غوتييرو على أن الرياضة ليست ملكًا لأي جهة أو اتحاد، وأن البطولات التي تنظمها الحركة تُظهر أن اللعب بالحجاب لا يشكّل أي مشكلة.
وأشار غوتييرو إلى الاستعداد لإطلاق بطولة جديدة بالشراكة مع الاتحاد الرياضي للعمال (إف سي جي تي) الذي يسمح بالمشاركة بالحجاب ويؤمن بمبدأ المساواة والانفتاح.
أما هيلين فاختتمت حديثها، مؤكدة أن العمل والمقاومة مستمران رغم العقبات، قائلة: “تحقّق في فرنسا تقدّم كبير في مجال حقوق النساء، لكن النساء المسلمات ما زلن مستثنيات. ومع ذلك، سنواصل النضال والإبداع، ولن نفقد الأمل أو الحلم رغم العقبات”.










